أينما ذهبت . . يرافقني إثنان
أحدهما الدفتر . .
والآخر القلم
وفي يوم من الأيام وأنا
أتصفّح دفتري العتيق
ورجعت لصفحاتٍ كاد الغبار يتأكلها
من بينها صفحات بها
ذكريات مفرحة
وبعضها مكدّسة بالحزن والكآبة
وإذا ببعض الصفحات بيضاء لم
أكتب بها شيئ
صفحات بها حزنٌ دفين
كان مختبئاً
وكل ما يمرّ القلم عليها يرتجف
وكأنه يصرخ
إنتزع مني هذا
البؤس
انسى تلك الهموم المريره
لا داعي لتتذكّر كل تلك المآسي
ولكن دون
جدوى
وصفحات بها فرحٌ وسرورأصبحت في الماضي
وغلّفها غبار
السنين
تنقلت بين الصفحات
لأرى الحزن تارة
والفرح تارةً آخرى
وصفحات خاليةٌ بيضاء
وبينما أنا أتجول بين
هنا وهناك تذكّرت
أنني تركتها بدون أن أكتب بهاأي حرف
وتسائلتْ نفسي فيما
بينهاهل يا ترى قدنسيتها
أم تناسيْتهاأم ماذا ؟
ولكن
حينما بدأت
أكتب فيها لم يستطع قلمي أن يتحرّك
كأنه أصابه شلل
تُرى ما سرّ هذه الصفحات
؟
يا تُرى لماذا قلمي يأبى أن يخطّ حبرهُ عليها ؟
عندهاإنفجر القلم باكياً
وذكّرني بحزنٍ دفين تناسيناه سوياً
وذكّرني بأنه رفيق دربي دائماً
ولكن
أتعلمون ما
سرّ صمود قلمي ورفضه
بالكتابة على تلك الصفحات البيضاء ؟
أنه
دوماً لا يوماً هناك بصيص
أمل أراده قلمي أن يحتويني
فتعلّمت أنّ الحياة
ما بين الأمل و الألم
وما بين اللقاء و الفراق
وما بين الحزن و
الفرح
لا تحسب انك لو بعيد أنساك
انت مثل شمس الشتاء
بعيد
لكن ماأروع دفاك